أن الطفوله من المراحل الهامه في حياة الأنسان وربما تكون أهم مرحله لأن الشخصيه تتشكل فيها بشكل كبير؛ وهي ايضا المرحله التي يتعلم فيها الصغير  جميع المشاعر والقيم حتي الحنان والحب وكيفية الأهتمام يتعلمها الصغير من  أمه ومن أفراد اسرته؛ فكما يكون الأباء السبب في وجود الأبناء ؛ ويهبونهم الحياه ؛ يزرعون في نفوسهم ايضا  القيم والمشاعرلتتكون بذلك شخصيتهم في المستقبل كرجال ونساء...

وكما أن هناك الكثير من  القيم  الحسنه وهناك ايضا الكثير من القيم السيئه ؛وكما  توجد المشاعر الخيره الجميله توجد المشاعر والقيم  الهدامه ..

الأباء هم من يجعلون ابنائهم جبناء



والأباء يتعاملون مع تلك العمليه بعفويه بالغه فيرون أن الأبناء في مرحلة الطفوله  لا بأس من التعامل معهم ببعض  العنف ليصبح عودهم صلب وقوي ؛ فيعقابونهم بأشياء كثيره مثل الضرب والحرمان من الحب والنقود ؛ والحبس والأيلام الجسدي بصوره الكثيره ..ويزداد الأمر سوء عندما يقصون عليهم قصص مرعبه ليتحكموا فيما يفعلون...

ولا يعلم الكثير من الأباء أن الطفل الصغير يشبه جهاز الكمبيوتريستطيع تخزين الملايين من المعلومات ولكنه من دم ولحم حيث يحفظ كل ما يدور حوله من أحداث لترسخ في ذاكرته وسوف تعلن تلك الأحداث عن نفسها عند الكبر بطريقه من الطرق .

كيف يتم زراعة الخوف في قلب الصغير 

كانت أمي تقص لي قصه مرعبه وانا صغيره لكي التزم بالسلوك الحسن و لا زلت اذكرها رغم مرور الأعوام ؛ فكانت تقول  علي سبيل المثال " كانت هناك فتاه صغيره تنظر من النافذه وبدون أي مقدمات ظهر لها عفريت من الجان وجذبها والقاها من النافذه ؛ وعندما سألت أمي عن السبب ؛ قالت لي أنه يوجد بجوار كل نافذه يجلس عفريت  يقوم بجذب من يقترب من النافذه لأنه لا يسمع كلام أمه .

 - وقد تحقق لأمي ما أرادت فقد كنت  اقترب بحرص شديد من النافذه ؛ وظللت أنظر حولي باحثه عن ذلك العفريت معتقده في صدق تلك الروايه ...

- أن مثل تلك الحكايات تحقق مراد الأم أو الأب في وقتها ولكنها تترك أثر سئ في شخصية الطفل وتزرع في نفسه الخوف من المجهول بل الخوف والتوجس الدائم؛ وعندما يكبر يصبح سجين خوفه ويصاب بالعديد من أنواع الفوبيا ويتسائل عن السبب وراء خوفه.

رأي الطب النفسي في خوف الأطفال

أن الأطفال بشكل خاص يشعرون بالخوف أضعاف ما يشعر به الشخص البالغ ؛ فالطفل يستمد الأمان من وجوده وسط اسرته وخاصة أمه ؛ ولذلك نري أن الطفل في عمر عام أو عامين يبكي ويشعر بالخوف اذا بعدت عنه أمه لخوفه من فقدانها ولكن مع الوقت يبدأ الطفل في الوعي بأشياء كثيره ...

ولكن هناك اطفال يخافون بشكل كبير ولا داعي له  فقد يفزع الطفل من القطه أو من الظلام أو من الخروج من المنزل أو من التواجد في الأماكن المتسعه ؛ ويظهر مع تلك الأعراض تعلثم الطفل في الكلام وقد يقوم بقرض اظافره وقد يصل الأمر الي تبول الطفل بشكل لا أرادي .

تأثر الطفل بأمه

أن الطفل يتأثر بأمه بشكل خاص ؛ لذا فأننا يجب أن نبحث عن السبب الرئيسي لخوف الطفل فقد يكون خوفه انتقل اليه عن طريق أمه فأذا خافت الأم من حشره معينه فأن ذلك ينتقل للأبن بشكل تلقائي ويخاف منها ايضا وفي تلك الحاله تتم معالجة الأم فيعالج الطفل بشكل تلقائي ايضا بعد ذلك ..

كيف تجعلي صغيرك لا يخاف
خيال الطفل أقوي من الواقع

1- يري علماء علم النفس أن الشخصيه تبدأ في التكون من عمر يوم واحد..وتستمر الشخصيه في التكون طوال عمر الأنسان..ولذا يجب علي الأم عدم سرد الحكايات التي ليس بها رموز مخيفه حتي لا يترسخ الخوف في نفس الطفل منذ الصغر

2- يجب الحرص علي عدم مشاهدة الطفل لأفلام الأكشن وافلام الرعب لأن الطفل لا يفرق في تلك المرحله بين الحقيقه والخيال بل أن خياله يكون أقوي ولذلك فهو يصدق كل ما يراه ويؤمن به ايضا

3 - عدم  تعرض الأطفال لرؤية تجارب مؤلمه مثل مشاهدة ذبح الدواجن أو ذبح خروف العيد ؛ أو رؤية اللحم وبه دم قبل طهيه

4- عندما يرتكب الطفل خطأ غير مقصود مثل كسر كوب أو صحن ؛ يجب علي الأم عدم الصياح وعدم المبالغه في العقاب كما يجب عليها عدم التهويل في أي خطأ يرتكبه الطفل عن دون قصد أو حتي عن قصد بل يجب عليها الأقتراب من الطفل بهدوء وطمأنته حتي لا يفزع ثم تنبيه أن يكون أكثر حرص عند حمل الأشياء القابله للكسر وذلك حتي لا يتأذي .

5- يجب علي الأم مراقبة الصغير عن بعد لتعلم الأشياء التي تخيفه وتفزعه ؛ ثم تتفادي فعلها اذا كانت مرتبطه بفعل معين 

 كما تسعي لعمل ألفه بين الصغير وبين ما يخيفه بحيث أن يتم ذلك الأمر بشكل تدريجي وبدون أن تصرح لطفلها انها تعلم انه يخاف من ذلك الشئ حتي لا تقوم بترسيخ فكرة الخوف من ذلك الشئ لديه.

6- علي الأم أن تصف طفلها في بعض احاديثها بأنه شجاع ولا يهاب شئ وبوسعه  أن يواجه أي شئ بشجاعه ؛ ويجب أن يكون حديثها طبيعي في سياق الكلام اذا كان موضوع الحديث يسمح بذلك .


 




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-