الحب بعد الزواج

تختلف علاقة الحب بين الزوجين بعد الزواج اختلافا كبيرا عن الحب قبل الزواج كما وأن الحب بعد الزواج يتعرض لأعاصير وحروب مختلفه نتيجة تواجد غريبين يعيشان مع بعضهم البعض ويتشاركان الحياه لأول مره معا وكلاهما ليست له الخبره الكافيه و تمر العلاقه الزوجيه بعدة مراحل حتي تأخذ الشكل النهائي لها بالرغم من أن العلاقه الزوجيه قد تأخذ شكلا غير متوقع في أي وقت من اوقاتها وهي في ذلك شأنها شأن العلاقات الأنسانيه لا يمكن التنبأ بمسارها
ولا يتوقف ذلك علي عمق الحب أو وجوده من الأساس ؛ حيث أن الزواج علاقه مستقله أستقلال تاما وليس له أي علاقه بمشاعر الحب  قبل الزواج
مراحل  الزواج وكيفية الاحتفاظ به طول العمر

مراحل الحب في الزواج

بالرغم من أننا لا نستطيع تحديد هذه المراحل بشكل فاصل لأن ذلك مستحيل في العلاقات الأنسانيه بشكل عام حيث أن كل مرحله بين الزوجين قد تطول أو تقصر تبعا لأختلاف شخصية الزوجين وظروفهم البيئيه والأجتماعيه ؛ولكننا سنذكر المراحل تبعا لتطور العلاقه بين الزوجين وليس تبعا لمدة كل مرحله .

1- المرحله الأولي وتبدأ بعد الزواج مباشرة

اذا كان هناك حب قبل الزواج تعتبر هذه المرحله من أمتع المراحل في حياة الزوجين ويتوقف طول هذه المرحله تبعا لقوة الحب بين الطرفين حيث يستمتع الطرفين ببعضهم البعض ؛ وتطول هذه المرحله تبعا لما يتمتع به الطرفين من تفاهم ونضج عاطفي...
وكما يحدث في جميع الغرائز كغريزة الجوع التي تنتهي بلأمتلاء والشبع يحدث شبع لغريزة الألتقاء الزوجي بالتدريج وتبدأ مرحله جديده

2- المرحله الثانيه التعارف

يبدأ فيها الزوجين بالتعارف وأقصد هنا تبدأ في الظهور الطباع الحقيقيه والأخلاق النابعه من التربيه الاجتماعيه والثقافه العامه لكل من الشريكين ..حيث تبدأ الأقنعه في السقوط تباعا ..
حيث يهيأ لكل طرف أنه يري الطرف الأخر لأول مره ويبدأ حدوث الخلاف حيث يكون كلا الطرفين قد بدأ يظهر حقيقته التي اختفت تحت عباءة الحب 
وتعتبر السنه الأولي من أصعب سنوات الزواج حيث يحاول كل طرف ترويض الطرف الأخر بقدر المستطاع لتسير الحياه بما يتفق مع معتقداته الحياتيه التي تربي عليها ونظرا لصغر سن العروسين وعدم وجود الخبره الكافيه لمثل هذه العلاقه  يبدأ كلا من الطرفين استشارة الأهل والأصدقاء مما يزيد الخلافات حيث كلما اذداد عدد أطراف الخلاف أذداد الخلاف وأتسع 
ولا أستطيع أن اجزم بمدة هذه المرحله بالظبط ولكنها لا تزيد عن سنتين بأي حال وأذا قدر للزواج أن يستمر نصل الي المرحله الثالثه

3- المرحله الثالثه استقرار نسبي

وفيها يحدث هدوء وتعود نسبي حيث يبدأ الزوجين بلأختلاط في المجتمع والخروج الي العمل وعدم التركيز علي بعضهم البعض كما يبدأ كل طرف بالتعود علي عادات الطرف الأخر والأئتناس بوجوده الي جواره وتقل المشاكل نسيبا خاصة اذا رزقا الزوجين بمولود حيث تبدأ في الظهور مشاكل من نوع جديد ؛ مما يقلل تركيز العروسين علي مشكلة التوافق والأختلاف بينهم وقد تستمر هذه المرحله الي سنوات 

4- المرحله الرابعه تعود المشاكل في الظهور 

وتبدأ هذه المرحله بعد من 7 الي عشر سنوات من الزواج حيث يبدأ ظهور أنواع جديده من المشاكل تبعا لنوعية الحياه الأجتماعيه للزوجين وقد تكون مشاكل شديده نسبيا نظرا لهدوء الأحوال السنوات الماضيه وحدوث تراكمات من المشاكل والخلافات الصغيره التي قد تظهر علي السطح كخلاف كبير

كيفية الأحتفاظ بالحب بعد الزواج

يجب أن نعلم في البدايه أن نوعية الحب بعد الزواج تختلف أختلافا تاما عن حب ما قبل الزواج الذي أساسه الأشتياق والشغف والتلهف كل تلك المشاعر تأخذ شكل أخر فيأخذ الحب شكل جديد لا يقل روعه عن الحب قبل الزواج وأن يكن يختلف في نوعية المشاعر حيث يسوده الهدوء والألفه والأئتناس بالطرف الأخر حيث يصبح كل طرف جزء لا يتجزأ من حياة الطرف الأخرو كلما تم التفاهم بينهم والتغاضي عن صغائر الأمور صار الحب أمتع وأقوي كما تتخلله مشاعر الصداقه القويه كنتاج للتفاهم 
ولا يأتي هذا الحب ولا يستمر علي مدار العمر الأ اذا تغاضي كل طرف عن اكبر قدر من عيوب الطرف الأخر بل وتعايش معها بقدر الأمكان 
فمن منا بلا عيوب وليس معني ذلك أن يتغاضي طرف دون الأخر بل يجب أن يكون الأمر متبادل حتي لا يشعر طرف بالظلم الأمر الذي يؤدي الي تراكم المشاعر السلبيه وظهورها بشكل يهدد العلاقه 
كما وأنه عند ظهور مشكله أو سلوك لا يرضي عنه طرف من الطرفين فيجب علي الطرف المتضرر أن يختار الوقت المناسب لطرح المشكله والنقاش فيها كما عليه أن يتحلي بالهدوء والصبر أثناء المناقشه وأن يبتعد بقدر الأمكان عن الأنفعال اثناء عرضه للأمر حتي لا يتسبب في بدايه خاطئه يترتب عليها حدوث مشكله أكبر
كما علي كل طرف أن يستمع وجهة نظر الطرف الأخر بسعة صدر وبعد أن ينتهي الطرفين من مرحلة العتاب تلك يطرح كل من الطرفين الحل العملي الذي يراه أو ان يؤجل ذلك لوقت أخر حتي يتم ترتيب الافكار في ذهن كل من الطرفين وحتي يعلم الطرفين ما له الأولويات لديهم

الخلاصه 

أن استمرار علاقة الزواج لمده طويله ليس بلأمر الهين لأن خلال تلك الفتره يجري كل من الطرفين تغيرات  في سلوكه وعاداته  ويغير من اولوياته بشكل كبير حتي يتم التناغم مع الطرف الأخر علي أن يكون الطرفين متعاونين في ذلك الأمر حتي لا يكون طرف واحد فقط هو من يقوم بالموائمه والمرونه مع الطرف الأخر فتكون النتيجه صادمه في نهاية العمر حين تخور قواه ولا يستطيع التحمل والتنازل 

أنها  معادله من الصعب أن تحقق ولكنها ليست بالمستحيله

 





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-